رحيم بيه الهواري
المحتويات
وفى عز فرحتهم
كمان يا باشا... وبعد كده هستفرد بالعيله دى وأخلص منهم واحد واحد
تبادل توفيق وشريف نظراتهم الخبيث غافلين عن
نظرات أكثر خبثا وحقد وهى نظرات شاكر أو حضرة
الضابطحازم التى كانت كل مهمته هى مراقبة جحر الأفاعي حتى يمنع شرهم وحقدهم عن الناس
فى قصر جاسر
كانت تقف سعاد وامامها أمراه فى الخمسين وفتاة
فى أواخر العشرينات شديدة السمار زات شعر مجعد
تقف بأنكسار وحزن مع سعاد وتلك السيدة التى تحدثها برجاء
السيدة _والنبى يا ست سعاد شغليها عندك دى بت
غلبانه وملهاش حد ومفيش حد عايز يشغلها بسبب
شكلها والنبى عشان خاطري... ده أحنا عشرة عمر بردو يا سعاد
هتفت سعاد بقلة حيله وهى تطلع للفتاه
سعاد_ ماشى يا منيره هشغلها.. هى شكلها غلبان ومش بتاعة مشاكل.. إلا قوليلى يا شاطره أنتى إسمك أيه بقى
الفتاة _أنا أسمى كريمه يا أبلة
هتفت سعاد بأبتسامه وهى تربت على كتف كريمه
سعاد _أسمك حلو يا كريمه... تقدرى تبدأى شغل من النهارده وكمان هتاخدى أوضه هنا عشان تنامى
فيها... يلا تعالى
معايا
رحلت منيره بعد أن شكرت سعاد على ذلك المعروف ثم توجهت ناحية المطبخ و خلفها كريمه
التى تحولت ملامحها من الطيبه والود إلى الشړ والحقد وتحدثت فى سرها بخبث
الحلقة 23
فى منزل جاسر الصياد
عاد جاسر ومريم من ذلك الاجتماع العائلى وتغمرهم السعادة التى افتقدوها منذ مده... ولكن هذه الفرحه قد ذهبت وخطڤها الغراب وطار بالنسبه لجاسر... فهو بمجرد دخوله الفيلا وجد عمر يقف أمامه وعلى وجهه ابتسامة صفراء مثله تماما فجاسر لا يطيق رؤيته وبمجرد ان رأه حنى أمتلأ صدره بالضيق والكره ف بالنسبه لجاسر عمر شخص ينافسه على زوجته ويحاول ان يأخذها منه ليس إلا وهذه هواجس يظنها هو فقط... بينما مريم فعمر يمثل لها الصديق والأخ وهى بالنسبه له كذلك... تقدمت مريم تدفع الكرسى المتحرك الذى يجلس عليه جاسر فى اتجاه عمر وعلى وجهها ابتسامة كبيره تلقى عليه التحيه وتصافحه بيدها
صافحها عمر بأبتسامه مشرقه متجاهل جاسر الذى يتابعهم بضيق وعصبيه مفرطه مما يفعلوه ولكنه حاول تمالك نفسه
بينما هتف عمر
عمر بأبتسامه_أنا ميه ميه ياستى أنتى إللى عامله إيه... ماله وشك منور كده ولا البدر فى تمامه أكيد فيه حاجة بسطاكى
دهش جاسر من غزل عمر الصريح بمريم والذى لم يضع حساب بأن زوجها يجلس بينهم مما أزاد ڠضب جاسر فهتف
جاسر پحده وعينان تقدح شرار_أظن كفاية كده وخلينا نبدأ الجلسه دى ونخلص
حمحم عمر بأحراج_ماشى يلا بينا نبدأ ياجاسر بيه
أخذ عمر يدفع كرسى جاسر
فى اتجاه معداته التى قد جهزها استعداد لقدوم جاسر ثم حمله ومدده على السجاده ثم أمسك قدم جاسر وحركه تصاعديا من الضعف للقوة حتى أصبحت قدم جاسر تؤلمه بشده ولكن رغم المه إلا أنه كان متماسك لأبعد الحدود حتى لا يظهر ضعفه أمامهم ولشئ ما
عمر _كده خلصنا الجلسه... خلينا بقى ندخل على الجزء المهم يا
جاسر بيه
تحدث جاسر بتعب وحده_خلصنى... لما نشوف أخرتها أيه معاك يا أستاذ عمر
شدد جاسر على كلمته الأخيره مما جعل عمر يبتسم ابتسامة صفراء ثم انحنى عند قدم جاسر وبد بلصق الأسلاك بقدم جاسر ثم الټفت للجهاز وبدأ بتشغيل الزبزبات تصاعديا والتى بدأ مفعولها على قدم جاسر والذى أصبح يعانى من آلام مبرحه
للغاية ولكنه كبتها بداخله ولكن ذلك قد ظهر على وجهه الذى تحول للون الأحمر وعينه التى أحمرت وأغرورقت بالدموع وعروقه التى نفرت بشده ولكن فى النهايه قد اطلق تأوه عالى فهو لم يعد يتحمل بينما كانت تنظر مريم له بأبتسامه خبيثه
وتكتف يدها على صدرها وهى تجلس وتضع قدم فوق الأخرى ولكن صياح جاسر المټألم قطع اللحظة السعيدة بالنسبه لها وتغلل قلبها القلق عليه
جاسر پتألم_اه اااااه خلاص كفايه كده أنا مش قادر كفايه كده
نهضت مريم القلقه وتوجهت إليه ثم أنحنت تسأله وهى تضع يدها على كتفه
مريم_جاسر فيه أيه... أنت حاسس بأيه... أنت كويس فيك حاجة
تنهد جاسر بتعب بعد أن ازال عمر الأسلاك عن قدميه ثم وجه حديثه لمريم رادا على أسألتها
جاسر_ما تخفيش يا حبيبتي بس الزبزبات دى كانت عاليه قوى
ووجعتنى أوى
أما مريم ورغم علمها بحقيقة جاسر إلا أنها ارادت إكمال خطتها
فتحدثت ممثله الحزن
مريم_معليش يا جاسر... كل ده عشان مصلحتك... أنت عارف ان الجلسات دى مهمه قد أيه بالنسبه ليك
نظر لها جاسر نظره غامضه مبهمه لم تفهمه مريم ولكن حديث عمر المفاجئ قطع حديثهم ونظراتهم والذى يستأذن لكى يغادر الفيلا
عمر_احمحم طب أستأذن أنا يا جاسر بيه ومعدنا إللى جاى هبلغ بيه مريم ان شاء الله
تحدث جاسر ببرود دون أن ينظر له_قول ان شاء الله يا دكتور قدم المشيئه أنت بس
صمت عمر وهو يبتلع ريقه بعد حديث جاسر البارد ونظراته البارده مثل حديثه ثم هم بالرحيل بعد أن ساعد جاسر على
الجلوس فى ذلك الكرسى المتحرك
عمر _طب أستأذن أنا بقى.. سلام يا جماعة
كادت مريم ان تذهب خلفه إلا أن يد جاسر التى قبضت على يدها أوقفتها
جاسر ببرود_سبيه هو أكيد عارف طريقة كويس... وأكيد الحرس بره مش هيسبوا يمشى لوحده
بعد أن ترك جاسر يد مريم همت أن تصعد إلى الأعلى ولكن صوت جاسر البارد قد منعها من الذهاب
جاسر _لحد أمتى يا مريم هتفضلى تمثلى علياأظن كفايه كده
تنهدت مريم بحرارة ثم التفتت له وهتفت ف هدوء
مريم_لحد ما أستكفى يا جاسر... ولحد ما أخد حق كل أهانه أنت اهنتهالى... ولحد ما أخد حق كل جلده نزلت على جسمى
وسايبه أثرها عليه... سواء منك أو من مراتك الحربايه... إللى ما
كنش بيكفيها إللى كنت بتعمله فيا لا وتيجى هى تكمل عليا ضړب وأهانه قدام إللى يسوى واللى ما يسواش يا جاسر... أنت
لازم تفهم إنك أنت ومراتك زلتونى ومارعتوش عجزى بعد ما كنت ملكه فى بيت جدى وده شئ أنا عمرى ما هنساه لا ده أنا هفتكروا كل ما ابص على جسمى إللى حزامك معلم عليه... وأوعى تكون فاكر أنى بالجلستين دول أنى كده خدت حقى لا ده
أنا لو جلدتك مليون ألف مره عمره ما هيجى نقطة فى بحر إللى أنا حسيت بيه... وحتى حبى ليك مش هيشفعلك أبدا
سكتت مريم وجلست حتى تلطقت أنفاسها بينما كان جاسر يقف ينظر لها ودموعه تنهمر على خديه وهو كان دائما القاسى
المتحجر والذى لم يبكى فى حياته من قبل بكى لأجلها هى فقط بل وفى كل مره يبكى بها كان لها ومن أجلها هى مريم
توجه جاسر إليها تحدث لها ودموعه تنهمر بصوت مرير
جاسر _مريم أقسم بالله أنا بحبك لا لا أنا مش بحبك أنا بعشقك أنتى بقيتى كل شئ بالنسبه ليا بقيتى روحى وكيانى والنفس إللى بتنفسه... أنا عارف إنك عرفتى الحقيقة من أول
لحظه دخلتى فيها الأوضة عليا أنا ومهاب... بس أنتى سكتى
قررتى تلعبى لعبتك عليا... وأنا مشيت معاكى فيها قولت يمكن اڼتقامك منى وعقابك ليا يشفى غليلك ويرجعوكى ليا
يا مريم بس ما كنتش متوقع إنك هدوسى على الحته إللى بتوجعنى وهى غيرتى عليكى... مريم
أنا بحبك والله ولو حد
غيرى قربلك ممكن أموت فيها... أدينى فرصة أصلح إللى حصل وأثبت ليكى أنى بحبك
نظرت مريم له بحزن وعيون ملئها العتاب عما فعله بها ثم تحدثت بحزن ومراره
مريم_بس إللى حصل ما يتنسيش يا جاسر وعمره ما هيتصلح بكلمه حلوه تقولهالى
أنهت حديثها ثم وضعت كفيها على وجههاتبكى وتنوح على ما زاقته من مرار على يد حبيبها ازال جاسر كفيها ثم قبض عليهم بلطف رد عليها جاسر بتنهيده حاره ثم قال
جاسر _مريم أنا عارف إنك بتحبينى وأنا كمان بحبك... حبيبتى أدينى فرصة بقلبك إللى بيحبنى أمشى وراه المره دى وصدقينى عمرك ما هتندمى أبدا... سيبى نفسك ليا وأنا هعوضك عن كل إللى حصل... هعملك زكريات جديده حلوه غير الۏحشة إللى عشناها مع بعض... بس أدينى فرصة أخيره أثبتلك فيها حبى وعشقي ليكى
تنهدت مريم وهى تنظر لعين جاسر تستشعر صدقه وحبه لها ثم هتفت بقلة حيله
مريم_ماشى يا جاسر هديك فرصة تانيه بس صدقنى مع أول غلط ليك مهما كان صغير أنا بجد هسيبك ومش هرجع ليك تانى أبدا مهما تحاول
جاسر_مريم أنتى معايا... أفتحى عينك يا حبيبتى
فتحت مريم عيناها ثم تحدثت له بتوتر
مريم_أنا معاك أهو... ااا بعد أزنك أنا تعبانة وعايزه أستريح
جاسر _شكلى كده هتعب معاكى قوى يا مريم
مريم_ده إيه إللى عمله ده... ده طلع قليل الأدب
فى مكتب جاسر
كان جاسر يجلس على كرسيه يتابع أعماله بأهتمام... حتى قطعه طرقات خفيفه على الباب يتبعها صوت سعاد التى تستأذن للدخول... فسمح لها جاسر بالدخول للمكتب... فدخلت تتبعها الخادمه الجديده التى تدعى كريمه... والتى
بمجرد ان رأها جاسر حتى انقبض صدره پخوف وقلق... وظل مسلط نظره عليها دون أن يعرف السبب حتى جذب انتباهه
صوت سعاد التى تعرف عنها
سعاد_جاسر بيه... كريمه تبقى قريبة واحده صحبتى بنت غلبانه ومقطوعه من شجرة وأنا حابه أشغلها هنا ده بعد إذنك طبعا
تحدث جاسر بعد تفكير... ثم قال بهدوء
جاسر_بس أنا يا سعاد مش بشغل حد معرفوش عندى...ولازم أكون عارف تاريخه من يوم ما أتولد لحد دلوقتى... ده غير الخبره حتى لو كانوا الخدم بتوعى لازم يكون عندهم خبره... وأظن أنتى عارفه الكلام ده كويس
ثم أكم حديثه بتسأول
جاسر _ها بقى أنتى كنتى بتشتغلى أيه قبل ما تيجى هنا... وكمان عند مين يا كريمه
ضغط جاسر على حروف أسمها.. مما جعل كريمه تتوتر وتتحدث پخوف من أن يكشف أمرها
كريمه_أنا ما كنتش بشتغل فى مكان قبل كده... أصل مفيش حد كان بيقبلنى عشان شكلك
رد عليها جاسر بنبره ذات مغزى
جاسر _شكلك هو فعلا شكلك غريب.. شعر بنى ناعم وعيون زرقا.. أنتى مش شايفه ان غريب الزنوج
يبقى عندهم الصفات دى
كريمه وكأنها حصرت بالزاوية وتحاول التفكير بأى شئ لكى تخرج نفسها من هذا المأذق فتحدثت
وهى تحاول تمثيل الهدوء
كريمه_اصل حضرتك أنا أتولدت بطفره جينيه عشان
كده عندى ملامح غريبة شواية ممكن أى حد يستغربها يعنى
نهض جاسر عن الكرسى ثم التف حول المكتب وجلس عليها نصف جلسه أمام كريمه مباشرة
جاسر بطلب_ممكن البطاقة بتاعتك عشان أعمل التحريات بتاعتى
أومأت كريمه بسرعه وهى تخرج له بطاقتها وتعطيها
له فأخذها
متابعة القراءة