غرام بقلم ولاء رفعت

موقع أيام نيوز


شارع مظلم ينتظره شاب يخفي وجهه بالقبعة أخرج له شيء من حقيبته وأعطاه إياه فأعطاه الأخر مبلغ من المال
المرة الجاية هجيلك في المكان التاني أحسن من هنا اتفقنا يا... 
أخبره الأخر مبتسما
محسوبك سمير العو يا باشا و لو عايز أي حاجة في أي وقت أديلي تليفون وهتلاقيني عندك
نزل يوسف
من السيارة يستنشق بعض الهواء لاحظ وجود فتاة تسير نحوه من مظهرها الفج ونظرتها الجريئة إليه علم لما هي تقترب منه

أنت رامي بيه ده أنت طلعت حلو أوي
عقد ما بين حاجبيه وسرعان دار الأمر في رأسه شعر بالضيق و الحنق من هذا الرامي الذي يقضي حياته في الملذات و العربدة
ليلتك سودة يا رامي الزفت أنا إيه اللي خلاني أسيب الفيلا
جاء رامي و رأى فتاة الليل تقف أمام
يوسف
مش معقول نهي العايقه
ألتفت إليه و صاحت بسعادة بالغة
يبقي أنت رامي البرنس
فتح رامي باب السيارة إليها فصاحت
مش هركب غير لما صاحبك يعتذر الأول 
عقب رامي الذي كاد ينفذ صبره
يا ستي حقك عليا أنا اللي شمال إرتاحتي بقي
أنطلق بالسيارة بين شوارع المنطقة ليجد مخرجا إلي كورنيش النيل لكن حظهم السيئ ظهرت أمامهم لجنة تفتيش
و الله كنت حاسس أن أخرة عمايلك هنلبس في الحيط
أكتم بقي يا غراب البين إحنا داخلين عليهم بت يا نهي أترمي بضهرك لورا وأعملي نفسك بتفرفري
حاضر
و عادت بظهرها إلي الوراء وألقت رأسها وكان لسانها يخرج من فمها نظر إليها يوسف عبر المرآة وعلق
دي كدة واحدة مشنوقة مش عيانة هو يوم باين من أوله ربنا يستر
طلع الرخص والبطايق منك ليه
أمرهما الضابط ثم نظر إلي الفتاة فأخبره رامي بحزن زائف ليثير عطف الضابط نحوهم ويتركه يرحل 
دي مرات عمي يا باشا و تعبانة عاملين نلف بيها من ساعة علي عيادات و الساعة عشرة ونص مش لاقين دكتور
رفع الضابط شاشة هاتفه ليتحقق من أمر ما وينظر إلي نهي التي تغمض عينيها و ترتعش في آن واحد
مش كفاية تمثيل يا نهي بقي! ده أنتي مطلوبة بالاسم يلا يا حلو منك ليه أنزلوا قال مرات عمك
قال
فتح أحد رجال الضابط باب السيارة وأخرج رامي الذي يتوسل إليهم
و ربنا يا باشا أنا أول مرة أشوفها
بطل ولولة يالاه و مش عايز أسمع صوتك في القسم أبقي اتكلم
و داخل سيارة الشرطة يجز يوسف علي أسنانه و يضم قبضته
الله يلعنك يا رامي شوفت عملت فينا إيه!
لوح الأخر دون مبالاة
يا عم أسكت بقي مش ناقصاك مكنتش اعرف ده هيحصل
عقب يوسف بغيظ شديد
شكل البت دي وراها بلوه طالما معمول كمين مخصوص عشانها ربنا يستر و ما ياخدوناش بذنبها 
صاحت رامي من بين أسنانه
اسكت كفاية بقي
أتلم منك ليه خلي ليلتكم تعدي
كان صوت العسكري الذي فاض الأمر به منهما
في المخفر تقف أمام مكتب الضابط حول رسغها صفد معدني متصل بأخر حول يد رجل الشرطة تبكي والدتها و تنوح تربت شقيقتها علي ظهر والدتها لتهدأ
ما تخافيش يا غرام بإذن الله مفيش حاجة والمحامي يبقي ابن عمي أنا حكيتله كل حاجة زي ما هند قالتلي و إن شاء الله هتخرجي
يا جمال أنا مظلومة و زي ما هند قالتلك عملت محضر في الزفت اللي اسمه رجب
طب معاكي صورة من المحضر
في البيت
سألتها ابتسام
قوليلي حطاها فين و أنا هاروح أجيبهالك بسرعة قبل
ما المحامي يجي
اجابت غرام بعد أن قامت بمسح دموعها بالمحرمة
هتلاقيها تحت هدومي في الدولاب أول رف و هتلاقي جمبهم فلوس هاتيهم وتعالي بسرعة 
عشر دقايق و هاكون عندك إن شاء الله
أوقفها جمال قائلا
استني يا ابتسام أنا جاي معاكي أوصلك
شكرا يا جمال مفيش داعي أنا هاروح و أجي بسرعة
أطلقت ساقيها للريح بينما ما زالت غرام في الانتظار انتبهت إلي صياح إحدى رجال الشرطة يدفع ببعض المتهمين
اوقفوا هنا لحد ما أدخل للظابط
تشدقت نهي بصوتها النافر
موبراحة
يا شويش ده لو مش عشاني يبقي علي الأقل عشان البهوات دول
عقب يوسف يزجرها بنظرة تحذيرية
اسكتي مش عايز اسمع صوتك مش كفاية جابونا هنا بسببك!
كان كلا من غرام و جمال ووالدتها يستمعون و يرون ما يحدث أدركت غرام التهمة التي جاءوا بها إلي هنا حدقت إليهم بازدراء مما لفت انتباه نهي والتي وبختها
زفر رامي بضيق من هذه النهي فصاح
ما خلاص يا ست نهي مش كفاية متكلبشين بسببك أهي دي آخرة الشمال
دنا جمال وأخبر غرام
ملكيش دعوة بالأشكال دي و ما ترديش عليها
استرقت نهي السمع فثارت كالعاصفة
أشكال مين يا دلعدي...
لم تتحمل غرام أكثر من ذلك فمدت يدها بقدر مستطاع قائلة
بت أنتي أنا ساكتة لك من الصبح و ربنا ما أنا سيباكي
حاول جمال منعها وكذلك والدتها وقف يوسف حائل بينهما حتي لا تشتبك كلتيهما معا كان ينظر إلي غرام تلك الشرسة فكانت تدفعه من أمامها لتنال من نهي لكنه كان يتمتم بكلمات ڠضبها جعلها لا تسمعها
اهدي يا آنسة ما ينفعش اللي بيحصل ده خالص
و عدم سماعها جعله ضاق به ذرعا فصاح پغضب عارم
كفاية بقي
توقفت وتراجعت تستند إلي الحائط علي نقيض توقع والدتها التي خشيت أن ابنتها تقبض علي تلابيب هذا الشاب لأنه صړخ في وجهها پغضب.
قام عامل بمناداة كلا من نهي و رامي و يوسف
و تبع قوله بأمر
يلا أدخل منك ليها
ذهب ثلاثتهم بينما كان يوسف ينظر إلي غرام التي تحدق إليه بامتعاض و حنق في آن واحد
أخذت ابتسام الورقة والمبلغ الذي كان في خزانة شقيقتها فغادرت المنزل مسرعة أوقفها نداء عثمان
ابتسام استني عندك
توقفت حتي لا يلفت الأنظار بمناداته لها
هو البوليس جه خد غرام ليه
أخبرته علي عجالة
لما نرجع إن شاء الله هبقي أقولك أصلي مستعجلة معلش
و انطلقت من أمامه كالزئبق تعبر الطريق المؤدي إلي الشارع الرئيسي حيث يوجد قسم الشرطة لم تنتبه إلي السيارة التي كادت تدهسها وصوت الزمور الذي لفت أنظار الجميع نزل من سيارته فتفاجئ إنها هي قد قفزت علي الرصيف بأعجوبة همت بالنهوض فوجدت يد رجولية تمتد إليها
معلش ما أخدتش بالي و أنتي طلعتي فجأة في... 
تلاقت عينيها بعينيه
مستر حسن
أخذ يتفحصها جيدا پخوف يسألها والقلق يغزو ملامحه
أنتي كويسة
ابتسمت بخجل وأخبرته كما تريد أن تتهرب من أمام بصره حيث كلما تجده ينظر إليها تشعر بالتوتر
الحمدلله أنا بخير أنا لما لاقيت العربية كانت هتخبطني رميت نفسي علي الرصيف
لو حاسة بأي ۏجع تعالي أخدك علي أقرب مستشفي
مفيش داعي يا مستر الحمدلله أنا كويسة عن إذنك
وجدها تتجه إلي باب المخفر فأوقفها يمسك ساعدها
أنتي داخلة القسم ليه
فنظرت إليه بدهشة لاسيما نحو قبضة يده علي ذراعها شعر بالحرج وتركها تحمحم
أنا آسف
قلبها يخفق من الخجل والحرج في آن واحد
و لا يهمك يا مستر أنا داخلة ل...
ابتسام
قاطعها نداء جمال الذي خرج للتو ينتظرها تقدم منها وهو ينظر إلي حسن باستفهام بينما الآخر يحدق نحوه بضيق ابتلعت ابتسام ريقها وأشارت لجمال نحو الآخر
مستر حسن مدرس الإنجليزي
ثم فعلت العكس و لا تعلم لما تبرر موقفها أمام حسن!
أبيه جمال يبقي جارنا وخطيب هند صاحبة غرام أختي
أومأ جمال له قائلا
أهلا وسهلا يا أستاذ
ثم سأل إبتسام
جيبتي الحاجة
رفعت الورقة من داخل حقيبتها الصغيرة
اه جبتها وجبت الفلوس هو المحامي جه
زفر الآخر بسأم
أتصلت
 

تم نسخ الرابط