نيران الهوى الفصل الثاني حصري للكاتبة هدى زايد

موقع أيام نيوز

حين نظرت لشاشة هاتفها و قالت
دي دعاء هرد عليها
رد بخفوت و قال
أنا مشهنا عندي شغل و لسه مرجعتش ها
أومأت له برأها علامة الإيجاب و قالت
متقلقش
و بعد مرور خمس دقائق من التحقيقات اغلقت الهاتف وهي تقول
مش مصدقاني و عارفة اني كدابة بس مقدمهاش حل غيرانها تعمل نفسها مصدقة
كادت أن تضع الهاتف على سطح المنضدة الزجاجي لكنها استدارت بجسدها تجاه الجهة الأخرى من الحارة حين قال لها بإبتسامته العريضة 
عارفة مين جاي علينا دا ! فاكراه !
تلعثمت وشعرت بالحرج لكنها حاولت مجاراته قائلة
لا مش فاكرة اوي ! 
يابتمش فاكرة عم أحمد بتاع البطاطا اللي كنا بنشتري منه و احنا صغيريين من قدام البيت !
ردت بسرعة لتخفي توترها و قالت
اه طبعا افتكرته أنا كنت بشوفك فاكره و لالا بس شاطر طلع ذاكرتك قوية .
هنا فقط أدرك جاسر خطأه الفادح تجاه تلك المسكينة كاد أن يعتذر لكنه قرر ان يلتزم الصمت كي لايحرجها أكثر من ذلك.
ساد الصمت لعدة دقائق كانت تحاول فيهما تنظيم أنفاسها و المحافظ على هدوئها قدر المستطاع وضعت قدح القهوة فوق سطح المنضدة ثم وثبت فجأة من مكانها قائلة
أنا هروح اسلم على بابا بقى .
هاجي اوصلك استني .
لا دي كلها خطوتين متتعبش نفسك تصبح على خير .
بس 
من غير بس من فضلك يا جاسر عاوزة امشي لوحدي .
خرجت من الشرفة و قبل أن تصل لباب الشقة 
عادت من جديد هنا فقط علم أنها ستتحدث عن ما حدث منذ قليل ابتسمت له ثم قالت
لا شفت عم أحمد و لا حتى شفت معاه العربية بتاعت البطاطا رغم إن المسافة مكملتش العشرة متر بس أنا مشفتهاش أنا ياجاسر مابشوفش من بعيد أبعد مسافة ممكن اشوف بيها هي تحت رجلي عيني اللي راحت كنت بشوف بيها كويس و التانية كانت ضعيف و مع اللي حصل ضعفت أكتر .
ردجاسر و قال بعتذار
أنا آسف حقك عليا 
بس أنت معملتش حاجة عشان تعتذر دي الحقيقة و أنا مش زعلانة منك و الله بالعكس دا أنا بقيت متصالحة اوي مع نفسي و بقيت من كتر السلام النفسي اللي عندي بقيت اتريق على نفسي .
وقف جاسر عن مقعده و قال
اعملي العملية يا رقية 
عارف تمنها كام ! 
كام يعني ! 
70 الف دولار يا جاسر عارف يعني كام بالمصري ! يعني تلاتة مليون ونص مين بقى معاه يدفع تلاتة مليون و نص وك...
قاطعها جاسر بعصبية قائلا
أنا مبفهمش في الكلام دا أنا اللي افهمه ربنا خلق الطب و الدوا و أكيد حالتك ليها علاج مستحيل دكتور واحد يشخص و ناخد بعين الاعتبار .
ابتسمت بجانب ثغرها وقالت
يا جاسر أنا رحت لأحسن مستشفى في المانيا و كمان الدكتور اللي هناك شاطر جدا 
ايوة و كلامه انزل من السما يعني ! خلاص ناخده و نقول عليه آمين ! أنا اللي أعرفه ربنا زي ما خلقه خلق غيره و نروح لدكتور و اتنين و عشرة و نشوف الأنسب لينا .
تنفست بعمق و قالت
و أنا زهقت مش هدور في مواضيع قفلتها مش هعشم نفسي تاني خلاص أناراضية باللي ربنا كاتبه لي و بقول الحمد لله زعلان ليه بقى !! 
امشي يا رقية قبل ما اغبطك بحاجة في دماغك امشي عشان مش طايقة ابص في خلقتك و الحوار دا متقفلش على كدا
تم نسخ الرابط