نيران الهوى الفصل الثاني حصري للكاتبة هدى زايد
.
في صباح الخميس داخل المشفى و تحديدا غرفة ياسين السباعي كان جالسا بين أفراد عائلته حاول أن يبتسم لكن الالم التي تجتاح صدره و كتفه فوق طاقة تحمله استدعى الممرضة التي تشاجرت معه بالأمس بسبب حركته الزائدة طرقت الباب ثم ولجت و ما إن ولجت وقع بصره عليها ابتسم لها و قالت بنبرة جادة
أنت هدية مش كدا !
تعلم تمام العلم أن من يحدثها عمها لكنها لا تريد أن تخبر أحد بهذه المعلومة ردت دون أن تنظر له وقالت
بدأت تباشر عملها في قياس ضغط الد م و الحرارة ثم نظرت لعمها و قالت بعملية حين قال
متزعليش من ياسين هو عصبي بس بسبب التكتيفة اللي هو فيها مش متعودة على كدا
وضعت المسكن داخل المحبوا و هي تقول بإبتسامة شديدة التكلف
احنا مقدرين اللي هو في يا فندم و كل اللي حصل امبارح دا لمصلحته أولا .
جرا إيه يا بوب هي السنارة غمزت و لا إيه دا احنا حتى في مستشفى !
انتهت من عملها و قبل أن تغادر نظرت ل ياسين ثم قالت
المسكن هيشتغل كمان دقيقة لو احتجت حاجة رن الجرس هتلاقيني عندك عن أذنك .
ما إن غادرت الغرفة نظر لوالده وقال ساخرا
رد والده بنبرة مغتاظة و قالت
ماهي بتتعامل مع طور لما يقلب مابيشوفش قدامه يلا ربنا يعديها على خير و تخرج من هنا بالسلامة .
في المساء كانت تمر بين الغرف قبل أن تغادر المشفى وصلت لغرفته تنفست بعمق قبل أن تلج طرقت الباب ثم ولجت بعدها وجدت عائلته بأكلمها ملتفين حوله القت التحية ثم قالت
رد الجميع في آن واحد
و عليكم السلام
ابتسمت له ثم قالت
عامل إيه دلوقتي !
نظر يمينا و يسارا ثم عاد ببصره لها و قال
بتسألني أنا !
نظرت لدفتره و هي ترد عليه باسمة
اكيد .
لم يستطيع عمها الصبر أمثر من ذلك لقد فاض به الكيل لن يمرر ظنونه هكذا تركها تنهي عملها أولا ابتسم للجميع ثم غادرت و قبل أن تصل إلى باب الحجرة استوقفها متسائلا
تسمرت مكانها بعد ما سمعت اسم والدها تبادل كل من في الغرفة النظرات الداهشة لبعضهم البعض ظن أنها ستنكر حالها منه كما فعلت مع ولده لكنها استدارت بجسدها كله و الإبتسامة لاتفارق شفتاها وقفت قابلته ثم قالت بمرارة في حلقها
فاروق الله يرحمه من سنتين ونص و اخواتك بعد ما دفنوا مشكوزين سابوني اخدت العزا في الشقة بعدها قالوالي تعالي نقسم الورث و قسموابحق الله ف طلعت مديونة بخمسين الف جنيه ولما اعترضت ضړبوني لا سحلوني مسكوني كدا من بنطلوني و مسحوا بيا تراب الشارع و الناس وقفت تتفرج .
بس كترخيره جاسر ابن اخوك وجدي مسح بيهم بلاط البيت وقعدني في شقتي قاموا خافواو عملوا له حساب و دخبواعليا بليل صوروني و هددوني يا اسيب الشقة ياصوري تنزل على حتة و كل تليفون فيكي ياحارة
ختمت حديثها قائلة
شفت !! شفت العيلة سند و عزوة ازاي
!!
رد ممدوح و قال
ومرحتيش تبلغي عنهم ليه !
ابلغ عنهم !! ابلغ مين و لا هاخد إيه !!
ردت زوجة عمها قائلة بخفوت لكنه وصل لمسامعها
سبحانك يارب داين تدان !
نظرت لها و قالت بنبرة ساخرة
إيه هو بابا اتعرض لك أنت كمان و لاإيه ! قولي قولي أنا مبقتش بتفاجئ أنا خد على كدا خلاص
مد ممدوح يده ليحتوي ذراعها بحنان ثم قال
متزعليش نفسك أنا جنبك و ه..
نزعت يده برفق ثم قالت بهدوء
أنا مش عاوزك جنبي و لا عاوزاك أصلا أناخلاص عيشت مرتاحة بعد ماخرجت من البيت المقرف دا خليك في حالك و أنا في حالي و أنت هنا مجرد والد مريض و أنا هنا ممرضة عن أذنكم .
استوقفها عمها و قال
بس أنامش هسيب حقك أنت ليكي حق عندي يا بنتي
و أنا اتبرعت بيه عن أذنكم
خرجت من غرفته و هي تكفكف دموعها برفق تنحنحت قبل إن ترد على هاتفها
ايوة يا جاسر اهلا ازيك دكتور رمد ! ايوة اعرف خير في حاجة ! طب تمام أنا معاك احكي لي حالتها بالظبط و إن شاء االه أقدر اساعدك
داخل منزل عبد الكريم والد رقية كان جالسا يستمع لابن زوجته يوسف الهواري و هو يقول بكل ما اوتي من هذوء
بت لساتها مرتي يا عمي
ازاي يعني ! جاي بعد تلات سنين تقولي انها لسة مراتك
لا طول التلات سنين دول أني لساني اتدلدل و اني عفهمكم انها مرتي و اني كنت مسحور يعني مش في واعي حتى لو اني طلجتها على الورج فهي شرعا مرتي و أني ردتها !
يتبع