شظايا قلوب محترقة سيلا وليد

موقع أيام نيوز


فريدة مظبوطة مش كدا ياماما فريدة 
قالها بعدما جلس يضع ساقا فوق الأخرى رغم احتراق داخله من رؤية راجح قريبا منها 
جلست فريدة وعينيها عليه تعلم أنه لن يصدقها فصمتت تطبق على جفنيها للحظات تحاول أن تسحب نفسا بعدما شعرت وكأن جدران الغرفة أطبقت على صدرها 
ران صمت ممېت بالغرفة إلى أن قطعه إلياس وهو ينظر إلى راجح 

الذي مازال متوقفا مذهولا من دخوله بتلك الطريقة استدار إلى مقعده وجلس عليه ينظر إلى إلياس الذي طالعه قائلا بنبرة يشوبها الثقة والغرور
اتقابلنا تاني بس ماعتقدش المرة دي هاتكون زي المرة اللي فاتت 
توقف راجح من مكانه واستدار يجلس أمامه بكل عنجهية وتكبر يهز رأسه باستخفاف 
مكتبي نور بيك ياحضرة الظابط 
نفث إلياس تبغه وعيناه تخترق استخفاف حديث راجح فتراجع مستندا على المقعد وهتف بنبرة ممزوجة بالتعظيم والتكبر لشخصه 
طبعا لازم المكتب ينور ومش المكتب بس الشركة كلها هو أنا قليل ولا إيه اللي قاعد قدامك إلياس السيوفي 
اتجه بنظره إلى فريدة وتابع حديثه وعينيه تخترقها 
وكمان عندك مدام مصطفى السيوفي ودي لوحدها يقفلها الكل وانت اولهم فريدة هانم السيوفي لوحدها مجرد اسمها في المكان الكل يقدم الولاء والطاعة مش كدا ولا إيه
أومأ راجح وأردف 
مدام فريدة الكل لازم يوقفلها أصلك ماتعرفش قيمتها بتكون إزاي فيه حاجات ماتعرفهاش ياحضرة الظابط 
أحس بقبضة تعتصر فؤاده ورغم ذلك رسم ابتسامة 
لا عارف ومقدر مكانة ماما فريدة مش حضرتك اللي هاتقول 
متأكد ياحضرة الظابط انحنى إلياس بجسده يرد بصوت خاڤت ورغم هدوئه إلا أنه أخرجه كالرصاصات التي تستقر بالصدر حينما قال 
إعرف قدر نفسك ياراجح بيه واحمد ربنا اني جتلك اصلي لو بعت اجيبك هيكون فيها كتير
أفلت ضحكة بعدما علم بذكائه وأردف 
عارف ومقدر ياحضرة الظابط 
قائلا 
أنا مابحبش أتكلم كتيير أنا عارف الماضي كله وكل واحد فيكم أخد حقه توقف عن الحديث بعد دخول العامل بالقهوة 
هوت فريدة على المقعد وانتفض جسدها بالړعب من تحول إلياس وحديثه الذي علمت أنه النهاية برودة اجتاحتها وهي تتابع حديثه ظنا أنه سيصدقه ويخذلها أشار إلياس إلى راجح پغضب 
هاتقرب على حد من العيلة همسحك من على وش الأرض إبعد عن عيلتي الست اللي قاعدة قدامك دي مرات مصطفى السيوفي انت فاهم يعني ايه وكمان في مقام والدتي ومهما عملت هتفضل في مقام والدتي أنا مارضتش أقرب منك وسايبك إنت والمدام اللي مش مبطلة تدور ورانا شكلها ماتعرفش مين هما عيلة السيوفي اتجه بنظره إلى فريدة التي تطالعه بذهول لم تكن تتوقع حديثه اقترب منها وساعدها على الوقوف يحمل حقيبتها التي سقطت من يدها وتحرك للخارج توقف لدى باب المكتب واستدار إلى راجح 
عملت معاك واجب لما عرفت ابنك مالوش في السياسة ودا ماحدش بيعمله في منصبي ماتخلنيش أتراجع عليه وعايز أقولك صلة القرابة بس اللي شفعتلك عندي علشان كنت في يوم من الأيام جوزها وأنا بشفع مرة واحدة وبعدها أغطي عليك بالتراب واعدي وأنا بدوس كمان بتكلم بعقلي يكفيك شړ جنان إلياس السيوفي لما بيخرج جنانه على حد اقترب منه خطوة وعيناه ټحرق وقوفه وهمس بفحيح اعمى 
هخليه عبرة لمن لا يعتبر حتى لو كان أقرب الناس ليا ابعد عن طريقي علشان مكرهكش نفسك ومتفكرش سنك هيشفعلك ياااا راجح بيه وراك على النفس 
قالها تحرك مغادرا تاركا راجح على لهيب مشتعل بدأ ېحطم كل تطاله يده حتى أصبح المكتب شظايا مبعثرة اتجه سريعا إلى هاتفه
مستعد أعمل اللي عايزه النهاردة قبل بكرة بس تخلصي لي من واحد النهاردة قبل بكرة 
صمت يستمع إلى الطرف الآخر قائلا
هبعتلك كل اللي يخصه 
جلس يمسح على وجهه پعنف 
حتة عيل يعمل في راجح الشافعي كدا طيب يابن السيوفي لو محصرتش ابوك عليك مبقاش راجح
عند فريدة وإلياس 
كانت تتحرك بجواره تنظر إليه بسعادة تنبثق من عينيها ودت لو تصرخ بأعلى صوتها تخبر الجميع بأنه وليدها قرة عينها 
فتح باب سيارته وأشار إليها بالجلوس مشيرا للسائق الخاص بها بالمغادرة تحرك بالسيارة وهو يقطع المكان بسرعة چنونية وكأن أحدهم يطوقه بطوق من النيران ظل محافظ على تماسكه حتى لا يصل إليها ويلقيها صريعة على أفعالها المتهورة فهو منذ عودته من شهر عسله علم بزيارة رانيا من خلال فريقه الأمني الذي أخبره بأنها تبحث خلف فريدة 
نظرت لسرعته الچنونية فأردفت بخفوت 
حبيبي بالراحة العربية كدا ممكن تتقلب شيعها بنظرة مع ابتسامة ساخرة 
خاېفة يحصلك حاجة وإنت معايا 
لا خاېفة عليك يابني توقف فجأة حتى كادت السيارة تنقلب بسبب سرعته المتهورة ولولا تحكمه بالقيادة بعد دوران السيارة عدة مرات للقيا حتفهما لا محالة 
توقف ينظر إليها بأنفاس متسارعة وكأنه بحلبة مصارعة ثم اتجه بأنظاره إليها 
أنا مش ابنك ولا عمري هاكون ابنك مانكرش كنت بعتبرك زي والدتي الست اللي فتحتلك بيتها واعتبرتك أختها وأمنتك على ولادها 
انسابت عبراتها تهز رأسها فتحدثت من بين بكائها 
ليه بتحملني مۏتها ياإلياس والدتك كانت مريضة وإنت عارف إنها كدا كدا كانت مېتة 
أاااه كنت عارف أنها مېتة زي ماكنت عارف إنك أطيب خلق الله بس عملتي إيه كذبتي علينا وعليها استخدمتي حنانها لغرضك 
اسمعني اللي إنت سمعته مش الحقيقة 
إيه يامدام مش تاخدي بالك إن العيل الصغير كبر 
إلياس أشار بسبباته محذرا 
مش عايز أسمع حاجة كفاية اللي سمعته الأيام اللي فاتت دلوقتي علاقتي بيكي إنك أم مراتي وبس وحق بابا عليا ماتطلبيش مني أكتر من كدا أكتر حد بكرهه في الدنيا الكداب المخادع 
قالها وقام بتشغيل السيارة وضعت رأسها على النافذة تنظر للخارج وانسابت عبراتها بصمت تعلم أنها أخطأت في بادئ الأمر ولكن كيف لها أن تثق بهم 
وصل بعد قليل ترجلت من السيارة دون حديث ودلفت للداخل بالأعلى بغرفة ميرال أنهت استحمامها خرجت على صوت هاتفها توقفت أمام المرآه تبعد منشفتها عن خصلاتها وأجابت 
أيوة يادودي 
ميرو أنا في المكتبة كنتي عايزة أجيبلك إيه نسيت تبسمت وهي تجذب كريماتها قائلة 
عايزة كتاب تشارلز ديكنز ياقلبي لو لقيتيه 
تمام ياجميلتي اشتريت حاجات هاتعجبك أوي وجبت لإلياس هدية كمان بس إياكي تعرفيه 
فردت الكريم على يديها تنظر لنفسها بالمرآة وشعرت بالحزن قائلة 
ماتخافيش مش هاقوله حاجة قالتها وأغلقت الهاتف جلست لبعض الدقائق ونظراتها على هيئتها بالمرآة حتى شردت بحياتها دون أن تشعر بدلوفه توقف يطالعها بنظرات هائمة
طيب الأول لما كنت بتغيب عن البيت بقول علشان عايز تبعد عني ومش طايقني دلوقتي ليه بتبعد 
لنفس السبب قالها ينظر إليها 
هتفضلي واقفة كدا عايز أغير هدومي 
لحظات وهي تطالعه بنظرات خلت من الحياة استدارت للخارج دون حديث وما إن اختفت عنه حتى اكتساه الحزن وسقطت ملامح بروده لتتحرك بخطوات متعثرة ودموعها تفترش خطواتها اتجهت إلى مكتبها ودلفت للداخل تغلق الباب خلفها ثم خرجت إلى الشرفة فتحتها بدموع عينيها تنظر للخارج پضياع ماذا فعلت لكي تجني ذاك العشق المټألم جذبت المقعد وجلست تضع ذقنها على ركبتيها التي رفعتها تستند عليها
بالخارج ألقى مابيده يزفر پغضب على ماتوصلت الحياة بينهما جلس يرجع
خصلاته للخلف پعنف حتى كاد يقتلعها تنهيدات متحسرة حتى شعر بتوقف دقاته ورغم حربه مع نفسه ومايشعر من فوضى بداخله لم يقو على التحكم باشتياقه ودقات قلبه العڼيفة نهض واتجه إليها يبحث عنها ذهب لغرفة مكتبها ولكنه وجدها مغلقة دب الذعر بأوصاله طرق عليها الباب عدة مرات ولكن لا يوجد رد اڼهارت حصونه بالكامل وعقله يصور له أشياء مفزعة لا يستطيع القلب تقبلها دفع الباب بقدمه بقوة عدة مرات إلى أن انفتح دلف يبحث عنها بلهفة ودقات قلبه كجرس معبد للتعبد ذهب ببصره إلى جلوسها بتلك الطريقة أغمضت عينيها تمنع دموعها التي تكوي جفنيها 
زعلان منك ومش قادر أزعلك 
وهنا اڼفجرت بالبكاء بعدما فقدت سيطرتها لم يجد مايعبر به عما ينتابه فلقد تسربت واستوطنت ثنايا الروح والقلب
إلياس أنا تعبانة تعبانة منك ومن حياتي اللي ماعرفش إنت واخدنا على فين 
شهقة خرجت من ثنايا روحها قبل قلبها ترفع أكتافها تنظر حولها پضياع 
عجبك كدا قولي إيه أهمية جوازنا وإنت عايش بعيد عني ونبذني من حياتك قولي إيه فايدة جوازنا وأنا لوحدي وكأن مفيش حاجة اتغيرت بالعكس الأول كان أفضل 
نهضت من مكانها وتوقفت أمامه 
ليه بتعاملني كدا علشان غلطت ماكلنا بنغلط إنت مبتغلطش ليه منتظر مني غلطة واحدة علشان تمسحني من حياتك ليه الضغط والصراع دا مش متحمل وجودي عرفني ووعد هبعد عنك بس أكون عارفة حدودي رفعت كفيها وأدارت وجهه إليها تنظر بعمق عينيه 
لو شايف قربي منك بيخنقك ومش قادر تتحمل هبعد بهدوء ووعد محدش هيعرف بس أكون عارفة أنا عايشة إزاي ولو خاېف أعمل مشاكل وعد مني هانسحب ولا كأنك قربت حتى 
ورغم آلامها تعلقت بعينيه التي تحدجها بلهيب مستعر انحنى من خاصتها يهمس بفحيح 
قدرك قدري إنسي إني أتنازل عن اللي قهرتني بلاش أسلوب الدموع دا علشان مفيش حاجة تشفعلك عندي غير قلبك اللي بيدق باسمي وبس ووقت ما يوقف النبض باسمي هقسمهولك نصين بلاش تشغلي نفسك بالتفكير علشان هتتعبي أنا سألتك قبل ماأقرب منك موافقة نكمل حياتنا وإنت وافقتي خلاص مبقاش فيه رجوع إلا إذا حد مننا ېموت
يعني هتفضل ټعذب فيا طول حياتك إنت كدا مبسوط وسعيد ببعدك عني عايز تعرفني إنك سعيد وإنت شايفني بنهار على بعدك
افتكري قولتلك حبك ڼار ياميرال بټحرق اللي يقرب مني وإنت لعبتي على الوتر دا متستخفيش بقلبي دا لو عايزة تفضلي بقلبي
نظرات جانبا منها سعيد وجانبا منها حزين لتهمس 
طيب لما زعلان من البعد ليه بتبعد قلبك مش قالك كفاية عليها عڈاب مصعبتش عليك 
لا مصعبتيش عليا تهمس 
وحشتني أوي 
وبعدين معاكي عايزة مني إيه أقرب تقوليلي إبعد أبعد تقوليلي قرب ماهو لو ناوية تجننيني فإنتي فعلا جننتيني 
سيبك من جنانك دا وإعقلي بقى 
تؤ قالتها بهمس خاڤت لتقضي على تمسكه تهمس له 
مچنونة بحبك مش محتاجة تجنني 
تعلقت الأعين وارتفعت النبضات بالعزف وهي ترى مدى تأثيرها عليه 
بعد فترة ليست بالقليلة كانت تتوسد ساقيه وهو يعمل على جهازه وجد إشعار برسالة لأحدهما على جهازه مع صور أمامه تفحص الصور أمامه ليرسل إلى الآخر 
تراقبه كويس دونها وقام بإرسالها ذهب ببصره للتي تهمس 
هدي المكيف بردت جذب من جواره غطاء خفيف ووضعه فوقها ثم ملس على خصلاتها 
لو لسة بردانة أجبلك حاجة تلبسيها هزت راسها بالنفي تحتضن ساقيه قائلة 
وجودك مدفيني 
إلياس واخدني فين دون قبل أن تعترض 
دا أول واجباتي ياروحي كنت مقصر فيها صړخت تحت المياه الباردة ولم تشعر بإغلاق الزجاج عليهما برقت

عيناها تطالعه بذهول 
إنت هتعمل إيه 
هعمل الواجب
بعد فترة كانت تغط بنوم عميق بعدما مرت بأيام ثقال أنهى بعض أعماله نهض يضع أشيائه بمكانها المخصص ذهب ببصره لذاك الصندوق الذهبي اتجه إليه وقام بفتحه وجد به ذكريات طفولتها
 

تم نسخ الرابط