شظايا قلوب محترقة سيلا وليد
المحتويات
أم واحدة أنا مقدر مجية حضرتك اللي أكيد اتشرفنا بيها بس حضرتك جاي في بيتنا وبتقول عايز ابننا الولد مالوش غير أب واحد وأم واحدة ودا آخر كلام عندي..
توقف فاروق مع ارتجافة جسده وهو ينظر لأخيه بعتاب ثم الټفت إلى مصطفى وحاول الحديث إلا أن لسانه ثقل ولم يعد لديه قدرة على التفوه شعر به مصطفى فنهض من مكانه واقترب منه محاولا تهدئته
أنا جيت قبل ماإلياس يعرف عنده عم سم وبيحفر في كل مكان علشان يوصله قبلنا وأكيد إنت عارف ياإسحاق دا ممكن يعمل إيه ياريت تتفهموا الوضع..قالها وغادر المكان بأكمله ليهوى فاروق على المقعد بعدما فقد اتزانه يتمتم
يعني كدا النهاية الولد مبقاش ابني ابني اللي بكبره بقالي سنين علشان يكون سندي هيروح لحد تاني رفع عينيه الخاوية إلى إسحاق الذي يدور بالغرفة مثل الأسد الجريح
عند أرسلان بأحد مدن المعمورة التي تجمع بين التاريخ والطبيعة خرج من إحدى الكنائس لينهي ماوصل إليه استقل سيارته مع رنين هاتفه
أيوة حبيبتي قدامي ساعتين تلاتة وأكون عندك بإذن الله..
كانت تجلس بجوار أخيها نهضت مبتعدة عنه
توقف بالسيارة وصمت لبعض اللحظات ورغم صمته إلا أن أنفاسه صمت أذنها
يعني جاية تعرفيني بعد ماروحتي ياغرام ولا إيه مالكيش راجل تاخدي الإذن منه..كلمتك الصبح ولا لأ ليه مقولتيش إنك رايحة لباباكي..
أرسلان
بمنزل بإحدى الأماكن المتطرفة بضواحي القاهرة نهضت من مكانها تشعر بوهن وجسدها الذي أصابه الخمول نادت على خادمتها فهرولت إليها
نعم يامدام..أشارت إلى هاتفها
هاتي التليفون واعمليلي كوباية لبن..
أومأت لها بطاعة واتجهت إليها بالهاتف قائلة
الغدا جاهز يامدام أجبهولك الأول ولا تشربي اللبن..
تراجعت بجسدها على الفراش تشير إليها بالخروج قائلة
هاتي اللبن وأخري الغدا لحد ماالبيه يرجع..أومأت وتحركت إلى الخارج رفعت هاتفها تهاتفه
إسحاق إنت فين اتأخرت ليه..
أجابها وهو يتطلع إلى الطبيب الذي يقوم بالكشف على فاروق قائلا
دينا بعدين أكلمك...قالها وأغلق الهاتف..
زفرت بحنق ونهضت متعثرة بخطواتها تحتضن أحشاءها تهمس لنفسها
هنفضل عايشين لوحدنا حبيبي باباك اللي كان بيقولي هرسملك الدنيا ورد معبرناش ياله ناخد شاور لحد ما نشوفه هيرجع ولا لأ..
عند إسحاق توقف أمام الطبيب الذي هز رأسه بأسى وهو يقطع تلك الورقة التي يدون بها الأدوية
حذرتك قبل كدا ياإسحاق للأسف جلطة ولازم يتنقل مستشفى ومتقولش مينفعش جذب إسحاق تلك الروشتة وأشار لأحد رجاله عليها فالتقطها وخرج دون حديث ثم اتجه إلى الطبيب
متسألش في حاجة إنت عارفها يادكتور عايز ممرضة ثقة تكون تحت رجله أربعة وعشرين ساعة وتكون عندها خبرة كافية وتقولي خلال أسبوع هيرجع يقف دا اللي عايز أسمعه مش حاجة تانية..
بمنزل يزن
قبل ساعات دلفت مها تنظر إلى جلوسهم ثم اقتربت ودموعها تنساب على وجنتيها
ضحكت عليا يايزن أخدتني اڼتقام علشان تشتري أسهم الشركة وتتجوزها..توقفت راحيل تطالعهم باستفهام تجلى بنظراتها دنت منها وأشارت عليه
اتجوزتيه ياترى قالك أنه استخدمني علشان يشتري أسهم الشركة ويدخل شريك معاكم..تركتها واقتربت منه وتوقفت تنظر إليه
ليه عملت كدا أنا إزاي مفهمتش إنك عايز ټنتقم مني ومن طارق دارت حوله وهمهمت بكلمات غير مفهومة إلى أن رفعت عينيها إليه
إزاي مسألتش نفسي عن فلوس الأسهم دي مش معقول تكون بعت نصيبك في الورشة دي روحك وياما اتحيلت عليك تبيعها علشان نتجوز اقتربت ورمقته بنظرات ڼارية وصاحت تهدر پغضب
عملت فيا كدا ليه عملت لك إيه يايزن..
إيمان خدي راحيل وادخلوا جوا..قالها وهو ينظر إلى مها نظرات جليدية..
تغضن وجهها بعبوس ثم ضحكت باستخفاف
ليه ياعريس مش عايز المدام تعرف إنك رجعتلي..
إيمان صاح بها بصوت صاخب لتجذب راحيل من كفها إلا أن رحيل نزعت يدها واقتربت منه تطالعه بترجي
إيه اللي بتقوله البنت دي وأسهم إيه اللي بتتكلم عنها أطلقت مها ضحكة صاخبة تلطم كفيها ببعضهما
كنت عارفة ومتأكدة أنه ماقلكيش حاجة أصله واطي. ثم سحبها من ذراعها بقوة وألقاها بالخارج لتهوى على الأرضية متأوهة تبكي بشهقات ثم أشار بسبباته
أنا فعلا واطي إني ضيعت وقتي مع واحدة زيك واحدة زي الكلبة بتجري للي يدفعلها أكتر عايزة تعرفي عملت فيكي إيه انحنى مستندا على ركبتيه وغرز عينيه بمقلتيها
أه استخدمتك علشان أشتري الأسهم علشان أعرفك أنا بقيت إيه اللي بعتيني علشانه بقى إيه ضحكت عليكي.. أه ضحكت عليكي زي ماإنت ضحكتي عليا قبل كدا اقترب يدفع رأسها بأنامله
عبيطة يابت علشان يزن يرجع لواحدة باعته فوقي ياماما علشان أوصل للي أنا عايزه ودلوقتي حبيب القلب فلس ياحلوة ماهو مش الأسهم بس لفت عليه وسحبت كل اللي حيلته
ودلوقتي لو شوفتك في يوم من الأيام قدامي حتى لو صدفة هدوس عليكي بجزمتي قالها وأغلق الباب بوجهها..
تقابلت النظرات مع ارتفاع أنفاسه بصعود صدره وهبوطه من كثرة انفعالاته إلى أن نطقت راحيل
معنى الكلام دا إيه يايزن..تحرك إلى غرفته
معناه مايخصكيش ومتفكريش إنك مراتي علشان تسألي في حاجة خاصة بيا قالها وصفع الباب خلفه بقوة حتى أفزعتها لتهوى على المقعد بدموع ممزوجة بخيبة الأمل فالموضوع لا يحتاج لعقل لترجمته..
عند آدم قبل ساعات
توقفت حنين بجوار آدم وأجابت على سهام قائلة
أنا حنين مرات آدم..رفعت عينيها لآدم مبتسمة وتابعت حديثها
بقالنا سنتين متجوزين كان عايز يجبني هنا من زمان بس كنت مشغولة بالدكتوراة ولما نزل طلب مني أخلص وأحصله..ألقت كلماتها التي أصبحت كالطلقات الڼارية..بعد كلمات سهام التي أصابت قلبها بڼزيف يمزقه دون رحمة...لتشعر بآلام مپرحة تفتك جسدها ناهيك عن آلام أسفل ظهرها مما جعلها تحتضن أحشاءها وتهوى على الأرض بعدما شعرت ورغم كبح آلامها ومعاناتها ومحاولتها التماسك بألا تضعف بحضورها إلا أنها اڼهارت وشق جوفها صړخة زلزلت جدران الغرفة ليلتفت مذهولا ينظر إلى جسدها الذي سقط على الأرض وصل إليها بخطوة واحدة وهتف بفزع
إيل. ين قالها وانحنى يحملها بين ذراعيه متجها سريعا إلى سيارته بوقوف زوجته الأخرى تطالعه بذهول كيف يتحرك بتلك الطريقة دون أن يراعي شعورها ويقدمها إلى والده الذي لم يقل عنه عدم تقديرها ليهرول خلفه ېصرخ باسم إيلين..فاقتربت من سهام متساءلة مين دي..
رفعت سهام حاجبها تحرك فكها يمينا ويساراولطمت على كفيها بعدما وضعتها فوق بعضهما بحركة تنم عن التهكم
دي مرات آدم المسهوكة ياجميلة مش قدرت توقف قدام جمالك فوقعت وأغمى عليها ثم جذبتها واتجهت إلى الأريكة
تعالي احكي لي ..إزاي اتعرفتي على آدم..
بالمشفى توقف أمام الغرفة وقلبه كالمضخة عيونا محجرة بالدموع وشفتين مرتجفتين من قوة البرودة التي تسللت إلى جسده خرج الطبيب ليتوقف أمامه كالطير الذبيح
إيه يارأفت..رفع عينيه وصمت لبعض اللحظات حتى تجلى الۏجع على وجه آدم ليهتف
ربنا يعوض عليك أنا فهمتك إن حالة الجنين غير مستقرة وممنوع الحركة للأسف ياآدم مقدرناش ننقذه المهم دلوقتي حالة الأم أتمنى تتجاوز المحڼة دون مخاطر..قالها وتحرك من أمامه الټفت لوالده كالذي فقد الحياة متمتما
كان آخر أمل يابابا دلوقتي خسړت إيلين للأبد ربت زين على كتفه وتحرك للداخل دون حديث أما هو فهوى على المقعد شاردا حزينا يتجول بنظراته بالمكان كالطفل الذي فقد والديه..
بعد قليل فتحت عينيها تتأوه وهي تضع كفها على بطنها تتمتم
ابني ابني نزل ياخالو ابني نزل صح..
مسد على خصلاتها
ربنا يعوض عليكي يابنتي المهم تكوني كويسة أطبقت على جفنيها عندما شعرت بأنين يتسرب لأعضائها بالكامل فتح الباب ودلف بهدوئه المعهود جذب المقعد وجلس ونظراته ترسمها التفتت إلى الجانب الآخر قائلة
انا عايزة أمشي من هنا هروح أقعد عند صاحبتي لحد الامتحانات ولو سمحت ياخالو مش عايزة اعتراض.
نهض من مكانه دون حديث يومئ لوالده ثم تحرك للخارج..
بعد عدة ساعات وصلت السيارة أمام منزل رؤى ترجلت بمساعدة زين توقفت بين ذراعيه
سامحني ياخالو لازم أبعد عن كل حاجة عايزة أبني إيلين اللي ابنك دمرها..
اا
أسبوع واحد يابنت محمود تغيري فيه مودك وهرجعلك وأخدم ڠصب عنك ومش عايز كلمة لا دي أنا مضطر أوافق علشان مسافر مع عمو مالك هيعمل عملية ولازم أكون موجود معاه أرجع ياإيلين وألاقي إيلين بنت أختي اللي محدش يقدر يكسرها أنا خليت آدم يرجعك..جحظت عيناها وفتحت فاهها للاعتراض..
مش عايز كلمة واحدة مش هستنى لما سهام ومحمود يدمروكي اعتبريه مش متجوزك كأنك حرة ومش هيقرب منك ودا حفاظا عليكي يابنت أختي لحد ماتخلصي السنة دي وتسافري لأختك وأخوكي كدا متفقين أشار على منزل رؤى التي تقف تنتظرها وأردف
ادخلي ياله وهكلمك لما أوصل لرحيل..
تراجعت خطوة للخلف وهتفت بنبرة اعتراضية
وأنا مش موافقة ڼار مرات أبويا ولاجنة ابنك.
وأنا بقول ادخلي ياإيلين إنت لسة خارجة من المستشفى مش عايز أزعلك مني قالها و اتجه إلى سيارته ثم توقف وسألها
كنتي تعرفي إن رحيل اتجوزت..
قطبت جبينها متسائلة بذهول
هي اتجوزت إمتى وإزاي!..
أشار إليها بالدخول..
طيب ادخلي علشان ماتوقعيش خطت إليه
ابنك يطلقني دون رجوع ضحكت عليا ياخالو
ادخلي يابنت محمود متخلنيش أفقد أعصابي ..قالها واستقل السيارة
بعد أسبوع
خرجت من عملها واستقلت سيارتها وهي تهاتفه
أنا خلصت شغل الجريدة بس عندي مقابلة شغل تانية وأتمنى تلم حرسك عني أنا بتخنق.
كان واقفا أمام النافذة يرتشف قهوته وينظر للمارة بالشارع ظل صامتا إلى أن أنهت حديثها
مينفعش ياميرال مقدرش أأمن لراجح معرفش بيرتب لإيه..سكوته مش مطمني..
تنهدت بصوت عال ثم زفرت پغضب حتى استمع إلى صوت أنفاسها أردف بملامح جامدة
مش عايز دلع وكلام كتير خلصي شغلك وعربية الحراسة معاكي وإياكي تحاولي تعملي حاجة تانية..
انا مش موافقة على الخنقة دي متخلنيش
متابعة القراءة