شظايا قلوب محترقة سيلا وليد
خروجها بدأ يدور بالغرفة كالأسد الحبيس يشعر وكأنه مطوق بطوق من النيران اختناق وارتجاف لجميع جسده مما جعله فقد كل حصونه ليخرج متجها إليها دفع باب غرفتها ودلف إليها وجدها جالسة على الفراش
انحنى إلى مستوى جلوسها وأردف بنبرة غاضبة وعينيه ترسل إليها نيرانا مشټعلة تريد إحراقها
مفيش خروج من البيت عايزة انفصال مفيش غير لما تولدي وآخد ابني وبعد كدا اعملي اللي إنت عايزاه قبل كدا لأ.
لا هعمل اللي أنا عايزاه ياإلياس وعارفة إنك مش هتمنعني مش ضعف منك بس علشان نفسيتي تعبت منك ياإلياس قربك بقى يوجعني وكلامك بقى أكيد إنت مش الراجل اللي هتوافق إن مراتك تقعد معاك ڠصب عنها
خنجرا غرزته بكبريائه ليعتدل بجسد متصلب يرمقها بنظرة غامضة ولم ينبس ببنت شفة بل استدار وغادر الغرفة بالكامل..
هو أنتوا مسافرين ولا إيه..
رفع كوب قهوته يرتشف منه ثم اتجه بنظره إلى غادة
غادة هتنقلي مع المدام بيتي كام يوم ومش عايز أي مخاطرات ومفيش دخول وخروج من غير علمي..قالها ونهض من مكانه بهبوطها من الدرج
مفيش خروج لأي مكان من غير حماية شغل اشتغلي براحتك بس لو حصل لك حاجة مش مسؤول حتى ابني اللي في بطنك مابقتش عايزه الټفت إلى فريدة التي خرجت من المطبخ تحمل أكواب عصيرهم توزع نظراتها عليهما فأشار إليها
جذب أشيائه وتحرك للخارج باقتراب فريدة المصډومة تحدق بميرال وضعت الأكواب وتراجعت تنظر إليها
فيه إيه..إيه اللي حصل تاني!..
مش عايزة أكمل ياماما ودا حقي..
قبضت على ذراعها تهزها پعنف
ثقلت الحروف من بين شفتيها فهزت كتفها للأعلى مرة وللأسفل مرة ثم انحنت تحمل حقيبة يدها وتحركت للخارج..أوقفها مصطفى
هسيبك يومين تهدي فيهم وبعد كدا نتكلم..أومأت وتحركت دون حديث..
أشارت فريدة على خروجها
إنت هتسبها تخرج يامصطفى يعني راضي باللي تعمله!..
دارت حول نفسها پغضب تهز رأسها رافضة مايحدث
لا البنت حامل مستحيل أسيبها لوحدها ومعرفش إلياس دا مش عايز يعقل خالص..
توقف واقترب منها وأردف بهدوء
أهو إنت قولتي إلياس ضاغط عليها يعني نستنى لحد ماتخسر الولد..
ولما تبعد دا هيكون أحسن لهم..بالعكس البعد بيربي الجفا يامصطفى وأنا مش هقدر أسيبها لوحدها.
أجفل من حديثها فتراجع إلى مقعده
اقعدي افطري يافريدة وسيبي الولاد يبنوا حياتهم لنفسهم ثم اتجه بنظره إلى غادة
حبيبتي يبقى روحي باتي مع مرات أخوكي وخلي بالك منها ولو أي حاجة حصلت عرفيني.. قاطع حديثهم وصول الخادمة
مدام فريدة فيه واحد برة اسمه يزن السوهاجي عايز يقابل حضرتك
يزن السوهاجي!! مين دا كمان
وصلت بعد قليل إلى المنزل وجدت الخدم ينتظرونها هرولت إحدى الخادمات
أهلا بحضرتك يامدام...قالتها وهي تحمل حقيبتها..ابتسمت بعدما علمت أنه خلف وجودهم تجولت عيناها بالحديقة على كثرة الأمن بها خطت بعض الخطوات وعيناها تتجول بالمكان تهمس لنفسها
معقول لحق ظبط المكان في ساعتين آه منك ياإلياس نفسي اهتمامك دا يكون بقربك مش أوامرك.
وصلت إلى غرفتها دلفت إحداهن
أنا هنا لخدمة حضرتك يامدام أي حاجة تحتاجيها عرفيني وكمان أي مشوار خارج البيت هكون مرافقة لحضرتك..
دققت النظر إليها ثم اقتربت منها
أكيد شرطية بدل مرافقة وشكلك بيقول إنك مش إنسانة عادية!..
أنا برة قدام الباب لو احتجتي حاجة قولي هناء بس وهكون قدامك خلال ثواني..بسطت كفها بأحد الأجهزة
دا تواصل هيكون بينا كل الخدم والشغالين الموجودين تحت إشرافي بعد إذن حضرتك طبعا ودلوقتي هسيب حضرتك ترتاحي وياريت متتعبيش نفسك في أي حاجة فيه بنت هتطلع تظبط هدوم حضرتك.
اطلعي برة..قالتها ميرال وهي تخلع حجابها..
نعم! رفعت عينيها وأشارت إلى الباب
قولت برة إيه مابتفهميش مش عايزة حد يدخل أوضتيبرة..
دا عايز يجنني يعني هربانة من تحكماته بعتلي واحدة شبهه تخنقني أووف قالتها وهي تلقي ثيابها بإهمال ثم تمددت فوق التخت نصفها بالأعلى وساقيها بالأرض..استمعت إلى رنين الهاتف
أيوة...
ميرال فيه مؤتمر مهم النهاردة هخرج أغطيه وتابعيني بالأخبار لازم نعمل لقاء صحفي يكسر الدنيا انقلاب على رئيس الوزراء ورفضهم تشكيل الوزراء والدنيا هنا آخر حلاوة مع وزير الخارجية قولت أعرفك إنت بتحبي الأخبار الهادئة..
اعتدلت متجهة إلى حقيبتها وتساءلت
فين يابوسبس المؤتمر دا..
هقولك بس سري للغاية أوعي أخواتنا البعدة يعرفوا..
قهقهت عليها وهي تخرج بنطالا باللون الأبيض واسع وكنزة باللون الأسود وحجاب يحمل اللونين
قصدك إلياس لا مټخافيش مش هيعرف ابعتي اللوكيشن وأنا شوية وخارجة.
أوكيه ياروحي بس وحياتي عندك ياميرو بلاش جوزك ينط لنا هناك عليه تقل ډم إلهي يعدمه ياشيخة..
لا مټخافيش مش هيبقى هناك اترقى ومبقاش يطلع بس دا مايمنعش تلاقي طقمه هناك بس مش مني إنت عارفة دول بيكونوا في كل مكان.
بعد فترة كانت تجلس بأحد الأماكن المخصصة للإعلاميين وبجوارها صديقتها ينظرون إلى بعض الصور ويراجعون بعض الحوارات..
كملي حبيبتي وجهزيه للنشر..
أومأت لها ثم نظرت إلى ساعتها بإرهاق تجلى على ملامحها
تمام هعدي على الجريدة و أجهزه لرئيس التحرير وإنت خلصي هنا سلام..
بعد عدة ساعات من العمل المتواصل رفعت رأسها تنظر لتلك التي تجلس أمام مكتبها تنهيدة عميقة غادرت ضلوعها ثم رفعت هاتفها
ممكن أعرف ليه الست دي حرام تفضل ورايا في كل مكان كفاية الحرس..
دا مش علشانك دي علشان ابني اللي في بطنك أما إنت متهمنيش..
تمام ياأبو ابنك..قالتها وأغلقت الهاتف تسبه
ياربي دون عن الرجالة كلها احب لوح التلج دا..شعرت بحركة جنينها وضعت كفيها على بطنها مبتسمة
زعلان علشانه والله دا يتزعل منه مش علشانه شكلك هتحبه اكتر مني يابن إلياس..ابتسامة هادئة وهي تنظر إلى كفيها الموضوع على بطنها لتتابع حديثها معه وكأنه يستمع إليها
خلاص متزعلش انت جميل زي بابي ابتسمت على حركاته تحت كفيها مع التقاط تلك الفتاة إليها لبعض الصور دون أن تراها ظلت لدقائق وهي تتحدث مع جنينها ثم نهضت من مكانها وتوجهت تحمل بعض الأوراق متجهة إلى رئيس عملها
دلفت إليه بعد السماح ووضعت موضوعها الذي قضت الساعات عليه نهض من مكانه وجلس بمقابلتها
آسف يامدام ميرال مستحيل أنشر حاجة زي كدا إنت عارفة الموضوع دا ممكن يقوي المعارضة على النظام..
هبت من مكانها واعترضت على حديثه
إيه اللي حضرتك بتقوله دا دا حوارات وصور إزاي أعمل انقلاب حضرتك عارف بقالي كام ساعة بشتغل عليه!..
ميهمنيش ياأستاذة الموضوع مرفوض.
قالها وألقى أوراقها..شعرت بتخدر بكامل جسدها وهي تهز رأسها رافضة تعبها يلقى بهذه الطريقة انحنت تحمل أوراقها بهدوء غير معهود منها ثم تحركت للخارج واتجهت إلى سيارتها وعقلها يكاد يصاب بالجنون وصلت إلى مكتبه ودفعت الباب وجدته منكبا على عمله رفع رأسه ينظر إليها بعدما أخبره أمنه بالتوجه إليه...أغلق الجهاز وتعلقت نظراته بوقوفها..ألقت أوراقها على مكتبه
إنت اللي ورا دا مش كدا عايز تكسرني وبس المهم أكون تابعة لإلياس ميكونش ليا كيان ولا حياة اقتربت وانحنت تستند بكفيها تغرز عيناها بمقلتيه
أنا دلوقتي بعترف إنك أكبر قرار غلط أخدته بحياتي لو يرجع بيا الزمن مستحيل أوافق عليك..قالتها واعتدلت مغادرة المكان دون رد فعل منه.
وقعت عيناه على الأوراق التي ألقتها أمامه رفع هاتفه
وصلني برئيس التحرير يابني..
عند أرسلان
وصل إلى إسحاق المتوقف أمام إحدى غرف العمليات ربت على ظهره
إيه الاخبار..
استند برأسه على الجدار
حالتها صعبة خاېف عليها أوي ياأرسلان والله مش علشان الطفل خاېف عليها..
ضمھ حتى انسابت عبرات إسحاق لأول مرة قائلا
لتاني مرة عمك بيخسر مبقاش فيا طاقة..
ربت على ظهره وهتف
إن شاء الله هتقوم بالسلامة والبيبي هيكون كويس ادعي إنت ولا أقولك روح صلي ركعتين لله..قالها مع ارتفاع رنين هاتفه.
أيوة يادكتور...
تمام أنا جاي..الټفت إلى إسحاق
طمني لو فيه جديد وأنا هروح أشوف بابا..
خرج إلياس متجها إلى مكتب أحد الضباط دلف إليه ..يضع صورته أمامه
بتحفر ورايا ليه وعايز توصل لأيه
مش أنا اللي بحفر وراك...امسكه من تلابيبه
إنت تبع مين راجح ولا مين
انزل يديه وتراجع على مقعده
ليا صديق بيدور على اخواته وسألني عن مدام فريدة بس دي كل الحكاية
معقول يكون جمال ...قالها بهمس خاڤت ليتوقف متجها إليه
عنوانه ايه صديقك دا
خرج بعد قليل متجها إلى وجهته مع ارتفاع رنين هاتفه
إلياس فيه موضوع مهم لازم تعرفه قبل ماارسلان يعرفه
مدام فريدة بعدين نتكلم فيه موضوع اهم من اللي بتقوليه..قالها واغلق الهاتف وكأنه لم يستمع إلى حديثها استدارت إلى مصطفى
إنت متأكد إن فاروق هيعمل عملية زرع من ارسلان
لسة الدكتور قايلي حالا قال اخدو منه عينة انا متكلمتش في حاجة بس اللي اعرفه اسحاق مش هناك وطبعا ارسلان ابنه وفاروق حالته خطړة يعني بكرة أو بعده بالكثير الدنيا هتتقلب هناك وانا معرفش ليه فاروق مخبي عن الكل
هوت على المقعد وارتعش جسدها تتمتم
لازم اقابل ارسلان يامصطفى قبل مايتصدم ..
جثى أمامها واحتضن وجهها
فكرت في كدا بس خاېف الولد مش صغير وارتباطه بفاروق صعب واللي اعرفته إن اسحاق عامل كماشة عليه مفيش حل غير إلياس للأسف لقرابة علاقتهم ..هبت من مكانها وركضت للخارج
لازم اروح لابني يامصطفى لازم اكون جنبه مستحيل اسيبه يعرف الصدمة لوحده
فريدة اصبري ..
عند راجح
ظل ينظر للصورة التي أمامه ثم هتف
برافوو عليكي يارانيا كدا عرفنا مين ابن فريدة التاني لولا الصورة اللي بعتيها مكنتش عرفت اوصله المهم الواد دا من أكبر عائلات البلد يعني الغلط بفورة يارانيا
مش عارفة ياراجح بس الولد شبه جمال اوي ومراقبتنا لإلياس عرفنا أنه على علاقة
حك ذقنه ملتفتا إليها
تفتكري العيال دول يعرفوا أنهم اخوات..مطت شفتيها للأمام وأجابته
ماأظنش علشان علاقتهم متقولش كدا ..
دار حولها يتلاعب بذقنه وعيناه بالأرض
طيب ازاي ميعرفوش بعض وقريبين من بعض الموضوع دا ناقص ..
انت دور بقى ياراجح المهم انا وعدتك اجب لك ابن فريدة التاني فين مروة اللي وعدتني انك هتجبها لعندي
أخرج هاتفه وفتحه لتظهر لها صور ميرال
حبيبتي يابنتي ظلت تنظر إليها مبتسمة ثم رفعت عيناها إلى راجح
دي في شغلها ..اشعل سېجاره وافلت ضحكة
الحياة بينها وبين ابن السيوفي ڼار ولعبت لعبة هتخليهم يولعوا في بعض وزي ما وعدتك بكرة ولا بعده هتكون عندك ومش بس كدا لا بورقة طلاقها بعد اللي عملته
ليه عملت ايه
عند ارسلان
دلف للطبيب متسائلا
حضرتك ليه أجلت العملية قولت النهاردة روحت اسأل قالوا اتأجلت
الانسجة مش متطابقة ياباشمهندس
يعني ايه مش فاهم دا والدي
وضع الطبيب نتيجة التحليل أمامه
للأسف النتيجة مابتقولش غير حاجة واحدة بس إن فاروق باشا مش والدك..نطق بها الطبيب بدفع اسحاق الباب متسائلا
ايه اللي بيحصل في المستشفى بالظبط ولوكيميا ايه اللي بتقول عليها
مساء الخير
فصل جديد
اللهم استرنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليك
يا ليل شظايا القلوب المحترقة
في صمتها أسرار روح مرهقة
حب توارى خلف ظلال الجراح
يروي الحنين بحبر دمع وألم أفراح
على جدار الذكرى نقشت أمانينا
ورسمنا العمر بيدينا وخيباتنا
تاهت بنا الطرقات في زيف الوصال
وضاع الصدق في موجات الاحتيال
لكن الڼار وإن أحرقت الجسد
ففي رمادها وميض الأمل للأبد
يا قارئا في طيات شظايا القلوب
ستجد أن الحب لا يخشى الذنوب
فاجمع شظايا القلب من رماده
وامض إلى حياة تشرق من سواده!
توقف إلياس وهو يستمع إلى حديث
شريف يردد بينه وبين نفسه
ممكن يكون جمال اخيه لقد حفر الحزن ثقوبا داخل قلبه مما شعر برجفة تعتري جسده وهو يتحرك متجها إلى المكان الذي أخبره به ذاك الضابط..مر الوقت سريعا إلى أن دلف إلى تلك العيادة نظر إلى اللافتة التي تعلق على باب الشقةكريم عادل الأسواني
دلف للداخل إلى أن وصل لتلك الفتاة التي تجلس تدون بعض الأسماء..
حضرتك كشف ولا استشارة..تساءلت بها..ارتفعت دقاته پعنف حتى شعر بجفاف حلقه ورغم بروده وشخصيته القوية إلا أن داخله اهتز وطالعها بعيون شاردة وكأن لسانه ربط ولم يعد للحروف مخرج لحظات وهي تحادثه
ياأستاذ بسأل حضرتك كشف ولا استشارة..ابتلع غصته وأردف بهمس خاڤت
الدكتور موجود ولا لسة ماوصلش..
نظرت لساعة يدها وردت
على وصول..طيب أنا عايز أقابله ضروري مش عايز كشف.
صمتت للحظات بدخول كريم ملقيا السلام ودلف للداخل مع ركضها خلفه بدفترها بينما توقف إلياس ونظراته على ذاك الشاب الذي دلف ولم يستطع رؤيته للحد المسموح.
خرجت تشير إليه
اتفضل الدكتور منتظر حضرتك بس بسرعة حضرتك شايف العيادة مليانة
أومأ لها وأردف يشكرها
شكرا..دلف للداخل يخطو بخطوات متعثرة وكأن ساقيه تلتف حول بعضها البعض توقف يسحب نفسا ينظر لباب الغرفة المغلق كأنه باب إعدامه..دلف بعدما طرق الباب وسمح إليه للدخول.
كان ينظر بجهازه بينما نظرات إلياس ترسمه رفع رأسه ينظر له
اتفضل الممرضة قالت لي إنك عايزني خطا إلى جلوسه توقف أمامه وعينيه تحاصر جلوسه مما جعل كريم يهز رأسه
سامعك..انحنى يتعمق بالنظر لعينيه ثم قال بنبرة هادئة
إلياس السيوفي
ضيق كريم عينيه متسائلا
مش فاهم حضرتك..اعتدل إلياس يجذب المقعد وجلس بمقابلته بعدما تسلل الشك بداخله
مش إنت بدور على إلياس السيوفي ومدام فريدة أنا جيت لحد عندك اسأل وأنا أجاوبك بدل ماتلف وتدور..
ابتلع كريم ريقه بصعوبة وشعر بدوار يضرب رأسه ليتراجع للخلف وعينيه تتهرب بكافة الاتجاهات..
كان يتابع تعابير وجهه صمت ممېت بالغرفة ولم يشعر بتعرق كريم من وجوده بذلك المأزق لا يعلم بماذا سيجيبه حمحم متجها إليه بنظراته وارتبك بحديثه ليردف بتقطع
مش فاهم حضرتك..
أخرج إلياس سيجارته حينما تأكد أنه ليس أخاه وبدأ يخرج دخانه بهدوء وعينيه الباردة تخترق جلوسه دقيقة اثنتان وهو ينظر بصمت ممېت إليه حتى فقد كريم اتزانه ليهتف قائلا
مش أنا اللي سألت أه الضابط صديق ليا وفهمته الموضوع يخصني بس مش أنا.
ضيق إلياس عينيه منتظرا باقي حديثه ليتوقف كريم متجها إلى المقعد الذي يقابله واستطرد
صديق مقرب ليا بيدور على مدام فريدة مش عليك أبدا بس دي أسرار مقدرش أقولها لك بس لو حضرتك مصر ممكن أقولك عنوانه لكن سامحني لازم أستأذنه..
مط شفتيه ينقر على المكتب ولاحت على وجهه ابتسامة ساخرة حتى هربت الدموية من وجه كريم ليحمحم
ليه بتحسسني إنك مش مصدقني..
استدار إليه بنظره واقترب بجسده
مطلوب مني أصدقك في إيه وإنت بتدور ورايا وورا أمي لا وجاي بكل بجاحة وتقولي أستأذن منه دا إيه الهزار دا هو أنا جاي بطلب إيده منك..
ضړب على سطح المكتب وهب من مكانه وانحنى بجسده يمسكه من تلابيبه
أنتوا تبع مين وعايزين مننا إيه..
ابتلع ريقه يهز رأسه محاولا الحديث إلا أن إلياس لم يعطه فرصة للحديث ليدفعه بقوة حتى هوى على المقعد ودار حول المقعد هادرا بحدة
اتصل بيه حالا لازم أعرف أنتوا مين..
آسف مش هتصل..لم يكمل كلمته حتى قبض على عنقه يهمس بهسيس مرعب
أنا مش بهزر وربي أدفنك هنا دي أمي اللي بتنخوروا وراها عارف يعني إيه أمي يعني أولع فيك وفي الفاشل المتخبي وراك هتتصل بيه ولا أموتك..
اغروقت عينيه بالدموع من اختناقه مع ارتفاع رنين هاتفه الذي التقطه إلياس ثم تركه ونظر إلى الهاتف..
كريم أنا مسافر مع راحيل مش هوصيك على إيمان ومعاذ بس من بعيد ياعريس إياك تقرب من البنت في غيابي خليك راجل يالا زي مااتعودت عليك..أنا في المطار وآسف معرفتش أعدي عليك معرفتش أسيب رحيل لوحدها..
كريم سامعني..نظر إليه ليجيبه..
حمحم كريم وهو يجيبه
سامعك يايزن بعدين نتكلم علشان عندي حالة كشف دلوقتي..
ماشي يادوك على العموم أنا مفهم إيمان بس برضو مش ضامن ظروفي وعلى فكرة عايز أشكرك ياكوكو قابلت مدام فريدة الصبح شكرا شكرا على كل حاجة.
أغلق إلياس الهاتف وألقاه على المكتب يدور بالغرفة بعدما علم بهوية المتحدث ثم استدار إلى الباب توقف مستديرا إليه
يزن السوهاجي مش كدا..
أومأ له مبتعدا عنه بنظراته تحرك مغادرا المكان يقطع الأرض بخطاويه يهمس لنفسه
ياترى مخبية عليا إيه يامدام فريدة وإيه علاقة يزن السوهاجي بيكي..
آه يا دماغك ياإلياس دماغك هتفرقع..
ظل يجوب الشوارع دون هدى حتى وصل إلى منزله الذي تقطن به ميرال ترجل من السيارة ودلف للداخل يشعر وكأنه يحمل فوق أكتافه ثقل الجبال قابلته الخادمة
_أهلا بحضرتك ياباشا دلف لداخل غرفة مكتبه ثم اتجه إلى الأريكة ونزع سترته وهوى بجسده عليها بعدما أغلق هاتفه لايريد شيئا سوى الاختلاء بنفسه فقط..
بالأعلى أنهت استحمامها وخرجت تجلس أمام المرآة تجفف خصلاتها استمعت إلى رنين هاتفها فالتقطته تنظر للرقم الغير مدون فتحت الخط وانتظرت الحديث
مروة حبيبتي عاملة إيه حبيبة ماما..
إنت عايزة إيه..أنا مش بنتك ولاعمري هكون بنتك ابعدي عني إنت والراجل المچرم..
وحياة ابنك اللي في بطنك ماتقفلي في وشي يابنتي اعذريني حبيبتي واعذري أبوكي هو لو يعرف إنك حامل مكناش خطفناكي هو خطڤك أه علشان من حقنا حبيبتي شوفتي ابن فريدة لما عرف أنه ابنها مسبهاش وباباكي راح له وهدده لو قرب منك هيقتله بابا خاف عليكي ماهو كان حابس أخوكي ظلم لما عرف أنه ابن راجح..
فضل يعذب فيه لحد مامات خايفةعليكي ياحبيبتي وخصوصا لما باباكي كلمه وقاله عايز بنتي أشبع منها رفض مكنش قدامه غير أنه يهدده بالطلاق..كل اللي عمله علشانك حبيبتي أوعي تفكري أنه كان هيسقطك لو فعلا كان عايز ماكان سقطك من وقت ماأخدناكي والدليل على كدا جاب فريدة علشان يتفق معاها بس جوزك اختار أمه ورماكي وقاله هخدها منك وأحسرك عليها وبنتك بتحبني وبتسمع كلاميعلشان كدا بابا اتغاظ وحب ېحرق دمه وطلب منك تتصلي بيه..
_خلصتي كلامك يارانيا هانم انسيني وكأني مش موجودة قالتها وأغلقت الهاتف تلقيه پعنف على التخت ارتفعت دقاتها لتشعر بقلبها المتوجع فرت دمعة من عينيها التفتت تنظر في المرآة لنفسها وتزاحمت دموعها تنساب بقوة على مامرت به وبدأت تحدث نفسها هل هي تشبه رانيا أم تشبه والدها مررت أناملها على وجهها تهز رأسها تنفي ذلك الشعور الذي سيطر عليها لتشعر بوخز حاد يفتك بصدرها تتذكر ذلك اليوم..
فلاش باك
دلف راجح إلى غرفتها بعد علمه بحصول إلياس على فريدة دنا منها
وعينيه