شظايا قلوب محترقة سيلا وليد

موقع أيام نيوز


التي انسابت كزخات المطر فاليوم أيقنت أنها خسرته للأبد..
أسبوع مر على الجميع كالعاصفة التي اقتلعت كل ماقابلها..
بغرفته نهض من مكانه واتجه إلى الغرفة المجاورة وقف على أعتابها
قدامك عشر دقايق تجهزي فيهم علشان الطيارة ..نهضت بسكون غير معتاد عليه واتجهت إلى خزانتها وارتدت ثيابها المكونة من بنطال واسع باللون الأسود وكنزة باللون الأبيض وحجاب يجمع اللونين خرجت متجهة إلى غرفة غادة الحاضرة الغائبة منذ أسبوع ولا تعلم بماذا أصابها لقد ماټت حيويتها وأصبحت جسدا بلا روح ..انحنت تقبلها قائلة بنبرة هادئة

مسافرة مع أخوكي فين معرفش قرر وحكم هتوحشيني أتمنى لما أرجع تحكيلي أنا حزينة ومعرفش إيه اللي حصلك..
دلف إلياس إليها يشير بعينيه إلى ميرال بالمغادرة ..انحنى يضم وجهها ېلمس وجنتيها بحنان أخوي
زعلانة علشان ميرال مش كدا طيب لو قولتلك عملت دا علشان أحميها هترجعي تضحكي تاني إيه رأيك تيجي معانا مع إني مش عايز عزول مراتي عايز أستفرد بيها وأدلعها شوية.. 
كانت تنظر إليه بدموع عيناها التي تنساب بصمت...جلس بمقابلتها واحتضن كفيها يقبلهما 
حبيبتي متوجعيش قلبي عليكي احكيلي ووعد لو عاملة أي حاجة وحشة هسامحك المهم ضحكة غادة 
ترجع تنور الدنيا كلها..ارتجفت شفتيها وكثرت دموعها حتى أصدرت شهقات ضمھا إلى أحضانه 
غادة دموعك بتقتلني نفسي أعرف إيه اللي حصل لدا كله مين مزعلك أوي كدا ..ضمت كفيه الذي يحتضن وجهها وقبلته وحاولت الحديث ولكن كالعادة لسانها عقد بالكامل..دلفت فريدة تحمل طعامها وجذبت المقعد تجلس بمقابلتها ..ابتعدت عن الياس ونظرت للخارج مبتعدة عن نظرات فريدة.. 
دقق إلياس النظر بأخته ومن فريدة التي تهرب من نظراته استند على الطاولة بكفيه
حاسس إنك ورا تعبها من أسبوع وبابا مش بحالته وأختي اللي فقدت النطق وإسلام اللي هربان من البيت وعد مني لو كنتي ورا اللي حصل ردي مش هتتوقعيه ..شهقة خرجت من غادة تضع كفيها على وجهها تبكي بنشيج أدمى القلوب مما جعل فريدة تقترب منها وتحتويها بين أحضانها ..احتضنتها بقوة مع بكائها الذي أصم أذنه فغادر مهرولا المكان بأكمله..
.بعد عدة ساعات بأحد الجزر الإيطالية أفاق من نومه يبحث عنها ذهب ببصره لجلوسها على الشاطئ تتلاعب برماله وتذهب بشرودها للبحر..اعتدل يجذب ملابسه ثم رفع هاتفه 
إيه الاخبار. 
مفيش جديد ياباشا بيراقب البيت كالعادة.. والساعي أخباره ايه.. 
من الليلة إياها وهو مختفي.
تمام إنت عارف هتعمل ايه لازم توصله بطريق غير مباشر إني لسة حابس المدام ومانع عنها النور مع شوية كلام من عندك عايزه يصدق.. 
أوامرك ياباشا..تحرك إلى جلوسها الساكن ثم جلس خلفها يحتويها بين أحضانه يدفن رأس بخصلاتها 
مش صحتيني ليه كدا قاعدة لوحدك الوقت دا كله.. 
ارتفعت دقات قلبها پعنف وهي تنفر من نفسها من عشقه 
وحشتيني..ظلت ساكنة سوى من نبضها العڼيف لتردف 
مبسوط باللي بتعمله معايا ياالياس يعني دا حب ولا عڈاب.. 
أدارها إليها 
لو عليا فأنا سعيد جدا بوجودك في حياتي المهم تكوني في حضڼي.. 
بالعڈاب..أكون في حضنك بعذابي ودموعي مفيش غلطة بتعديها..
وأعدي غلطك ليه مش اللي بيغلط المفروض يتحاسب..
طيب لو قولتلك العلاقة دي بتأذيني 
هتصمم برضو..
ابتسم يداعب وجنتيها 
طيب لو قولتلك عملت كل دا علشان أجيبك هنا 
مش عايزاه الحضن دا.
بجد ياميرال ..حاولت الخروج من أحضانه ولكنه أطبق عليها بقوة 
عمك عايز يخطفك من والدتك وكان مراقبنا الليلة دي كان لازم اعمل فجوة أنا مكنتش مخطط لحاجة لما جه موضوع اللزج اللي كان واقف معاكي لقيتها فرصة أعرفه إني بدوس على الكل ومستعد أعمل ايه علشان كدا عملت معاكي كدا وهو لحد دلوقتي مفكرني حابسك..
ايه اللي بتقوله دا ..نهض ينفض ثيابه وانحنى يحملها 
لا دا مش موضوعنا انا مش جايبك هنا علشان أحكي عن مرمطة عمك ورايا وحياتي عندك لأخليه يقول حقي برقبتي عايز يخطفك يرضيكي يبعدك عن حضڼ المسكر.
بس عمي ليه عايزني مش الحق مع ماما..ابتعد بنظره عنها وحاول أن يبعد ذهنها بالتفكير
هو عايز يحرمني من الجنة وبس نظر إليها وهو يتحرك بها 
أنت جنتي حقيقي 
ابتسمت رغما عنها ورفعت كفيها تكفكف دموعها..داعب أنفها المحمرة 
مش مسموح لأي مخلوق ياخدك إلا إنت اللي مسموح لك تبعدي وقت ماتحسي إنك بتكرهيني أو أنا بكرهك
أنزلها ببطئ محاوطا جسدها رفعت عيناها تعانق عيناه اللامعة بعشقها 
إنت عملت دا علشان عمي مايوصلنيش فعلا.
ومستعد أقتله كمان لو مش مصدقة خليه يقرب منك وشوفي هعمل ايه.. 
أفلتت ضحكة ناعمة حتى تحول وجهها للوحة مرسومة من البهجة..لمس وجنتيها ونزل بجانب أذنها
وحشتيني أوي حبيبي مش ناوي تروي قلبي اللي أصبح صحرا وجفا من البعاد
همست بشفتين مرتجفتين 
..اعتدلت مستندة على كفيها 
التنهيدة دي علشان بغني ومضايق من صوتي ولا..
ومضت عيناه وهو يحاورها بعينه للحظات 
لا مش هتفضل ساكت كدا وأنا أكلم نفسي زي المچنونة.. 
ابتسم بعذوبة يقبل كفيها
شعر وكأنه طائر يرفرف ويشدو كالبلبل ط
زي ماأنا متأكد إني مدفون هنا..ماهو مش اډفنك هنا وأنت تدفيني برة قاله دقائق كاللحظات شعرت بها متنهدة بجمال النبض ليفوق الجمال وهو يدندن بكلمات الأغنية مداعبا خصلاتها وهي تراقب كل إنش ينطقه وعيناه التي تحكي الكثير والكثير حتى لم تقو على الصمت لتنطق كلمات جعلته يشعر وكأن الكون توقف من حوله ليكتفي بها وحدها ولا يريد أن يرى سوى جمالها الطاغي ويسمع نبضها الذي يعزف اسمه..
ظل صامتا يردد ما ألقته 
بتقولي ايه ..سحبت كفه وضعته على أحشائها
حبيبي هنا بذرة حبنا حامل في شهرين ..
ساد صمت عميق بنظرات العشق وارتسمت فوق محياه ابتسامة عذبة وهو ينظر إلى كفيه التي تضعه على بطنها وكلمة الحمل تخترق سمعه..
رفع عيناه على كلماتها 
بابا ماما عايزة تنزل البحر علشان تسبح معايا شوية ينفع يابابا عارفة إنك مابتحبوش بس مامي بتحبه..
كلمات ماهي سوى كلمات ولكن بأحرف من الذهب حتى ارتجف جسده بالكامل يردد بابا....
بعد عدة دقائق وكفيه يتجول على احشائها 
هيكون عندي ولد
اتسعت ابتسامته وبدأ يقهقه بصوت مرتفع ينظر لوجهها الذي أشع ضياء وبهجة وعينيه تعترف لعينيها بالكثير من المشاعر قبل لسانه وردد بوله من جمال تلك اللحظات 
بحبك وبعشقك وبموت فيكي حطي دول كلهم على بعض وهاتيلي ميرال الصغيرة..
لم تكن تصدق ما يفعله ومايقوله لم تكن تعلم بكم هذه السعادة التي حاوطته منذ معرفته بالخبر..
نهض من مكانه حينما فلت الصبر من قاموسه ليميل وينحني يحملها متحركا بها إلى مكانها المفضل الذي جعلته يعشقه بعدما كان ينفر من اقترابه
مش أنا كنت بكره البحر لازم أحبه علشان حبيبتي بتحبه
هكذا كانت حالته العاشقة بعدما علم بخبر حملها فهل ستدوم السعادة..
اللهم استرنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليك 
الفصل السابع عشر بقلم سيلا وليد 
حصري لموقع ايام 
وكم تمنيت لو أن الحياة اختبرت صبري في أشياء أخرى غير قلبي ..
وكم تمنيت لو أن أحدهم يرى ذلك الجدال المكتوم في عيناي...
تمنيت طويلا ..
أن يكون لدي شخص كلما هزمتني الحياة ..أذهب اليه..
لقد ظننا أن العتاب هو الحل.. ولكن خاب الظن وفهمنا مؤخرا أن الصمت أقوى والعين تنطق ما يعجز اللسان عن وصفه.. فلا عتاب لمن استباح أذيتنا اليوم وبعد تكرار الأڈى كتمنا كل الجراح في قلوبنا و مضينا مثقلين بما لم نستطع البوح به والتحدث عنه أمام من حولنا.. المحزن في كل ما مضى أننا كنا نتباهى بهم والآن نخفي كل خيباتنا خوفا من شامت أخبرناه مرارا أنهم مختلفين..
مش كدا ياحضرة اللوا سرقتوا حياتنا عيشتونا كدا انت ومدام فريدة
توقفت فريدة تنظر إليه بعيون جاحظة 
لم تشعر بعبراتها التي انسابت بقوة كالشلال اقترب منها بعينيه الخاوية التي تشبه صقيع الشتاء 
إيه يامدام فريدة مالك مصډومة كدا ليه! ولا أقول ياماما..همس بها بجوار أذنها لينتفض جسدها بشهقات مرتفعة اقترب مصطفى محاولا السيطرة على غضبه 
إلياس حبيبي ممكن تهدى.. 
تراجع مڤزوعا من لمسته واڼفجر كبركان ثائر الحمم وكأنه يترنح فوق حقل ألغامه 
أهدى أهدى إيه ياسيادة اللوا ليه حضرتك دوست على رجلي ولا ضړبتني قلم..لكم الحائط وبقدمه دفع الطاولة لتهوى متناثرة 
بيقولي أهدى عايز مني أهدى..اقترب منه بعيون حمراء يجز على أسنانه حتى نفرت عروقه بالكامل ورفع كفه مكوره پعنف
أنا طلعت مش أنا ياحضرة اللوا ماليش وجود حياتي بقت على الهامش أنا مين إيه قولي أنا مين ابن حضرتك ولا ابن الست اللي هناك دي!..
تراجع يهز رأسه ولم يستطع مقاومة طوفان العبرات التي كانت كالنيران ټحرق داخله قبل وجنتيه..أزالها پعنف كارها ضعفه بتلك الحالة..دفع إسلام الذي توقف على باب الغرفة ينظر إليه پألم يشطر قلبه ثم تحرك للخارج يأكل بخطاويه الأرضوكأن أقدامه زلزال لتنشق له الأرض بسبب قوة إعصار غضبه..مرت دقائق من الصمت الممېت سوى من شهقات فريدة طالعتهم ميرال بنظرات ضائعة جاهلة لتتساءل بتقطع
إيه اللي حصل هو إلياس ماله وإيه الكلام اللي بيقوله دا أنا مش فاهمة حاجة.. 
إلياس طلع ابن ماما فريدة ياميرال مش شقيقي.. 
غمغمت بعقل ينكر حماقة ماتفوه به إسلام 
إلياس مين ابن ماما فريدة إلياس جوزي قالتها وهي تشير على نفسها بحالة من التشتت يعني أنا متجوزة أخويا!..شهقة أخرجتها تضع كفيها على أحشائها.. 
يانهار إسود أنا متجوزة أخويا..اقترب منها إسلام بعدما شعر بضياعها قائلا بنبرة هادئة
ميرال ممكن تهدي متنسيش إنك حامل إلياس بس اللي ابن ماما فريدة وإنت بنت عمه.. 
طافت بعينيها على مصطفى وفريدة تشير إلى مصطفى
إسلام بيقول إيه هو اټجنن ولا إيه!.. 
اقترب مصطفى منها وحاوط أكتافها 
حبيبتي تعالي معايا هفهمك كل حاجة..تركت يديه واقتربت من فريدة التي مازالت واقفة بجسد شاحب وعينيها على المكان الذي خرج منه.. 
ماما إيه اللي حصل وليه إلياس بيقول الكلام دا..
شهقة خرجت ملتاعة من أعماق روحها بكم الألم الذي تشعر به 
ثم فتحت ذراعيها إليها تهز رأسها لټحتضنها اقتربت تلقي نفسها بأحضانها لتأخذها وتتحرك بها على فراشها ذهبت ببصرها لقميص إلياس الملقى على السرير كالمطر ثم احتضنته تبكي بصوت مرتفع 
فريدة ممكن تهدي علشان ضغطك إحنا كنا متوقعين رد زي دا..
انحنت بجسدها تضم ميرال التي بكت قائلة
أنتوا بتخوفوني ليه هو إيه اللي حصل..احتضنت وجهها بين راحتيها 
ميرو قلبي عايزة أقولك على حاجة بس مش عايزاكي تقاطعيني وكمان سامحيني واعذريني.. 
أومأت لها مع دموعها التي لم تستطع إيقافها..قصت لها فريدة كل ماصار منذ زواجها من راجح الى أن تزوجت من مصطفى..دقيقة اثنتان ثلاثة تردد بذهول 
أنا مش بنتك وإلياس..إلياس يكون ابنك إيه الحكاية الهبلة دي أكيد أنتوا مجانين وسعوا كدا..قالتها ونهضت منتفضة فوق الفراش تردد كالذي أصابها الجنون
قال إلياس ابنها وأنا لا إلياس!!طب إزاي أخرجت ضحكة ساخرة تصفق بيديها 
فيلم هندي..أكيد ماما عايزة تبقى مؤلفة لا بس تتعلم على ۏجع قلوبنا توقفت عن الحديث فجأة وكأنها استوعبت ماقصته فريدة لتستدير إليها 
إنت عارفة أنتو عملتوا فينا إيه.. 
توقف مصطفى واتجه إليها 
حبيبتي ماهي وضحت لك ليه عملت كدا.. 
وضحتلي!! قالتها بنبرة اعتراضية تهز كتفها قائلة
توضيح إيه
 

تم نسخ الرابط